ثالثاً: الانماط
التمثيلية
" خير الكلام ما قل وجل ودل ولم يملً"
يرى التكريتى (1994م) أن
كل أنسان يدرك العالم من حوله بطريقته الخاصة فيضع له خارطة فى ذهنه, ويرسم له
حدوداً تختلف عن الحدود التي يرسمها غيره. ويصل إلى عقل الإنسان عن طريق حواسه كمّ
هائل من الصور والأحداث والكلمات والمشاهدات والظروف البيئية, فيُخضعها لعملية
انتقاء وترشيح, فيقبل منها ما يقبل, فتكون هى عالمه الذى يدركه, ويعيش فيه, وليس
له عالم إلا هذه الخارطة فى ذهنه, قد تكون كبيرة أو صغيرة, وقد تكون مضيئة أو
مظلمة ...فالعالم فى أذهاننا غير العالم الذى نعيش فيه, لأن الذى فى أذهاننا عالم
محدود, مختصر, مبستر, ولكننا مقتنعون تماماً بأن العالم هو ما نراه ونسمعه ونحس
به, وليس شيئاً آخر.
لذا فأنه يختلف أنتباه وعى
الناس لما يدور حولهم فمنهم من ينتبه وعيه اولا للصور فيرى ثم يسمع أو يحس بما يقع
واذا تحدّث فانه يتحدّث وكأنه يرى صور أو كدرات لفيلم سينمائى وهذا النمط من الناس
يسمى (بصرىVisual ) وهناك من ينتبه وعيه أولا للأصوات ثم يرى أو
يحس لذا يسمى (سمعىAuditory )
وهناك من يحس بداية ثم يرى أو يسمع ويعرف هذا النمط ب (حسى Kinesthetic)
1.سمات النمط البصرى
اللغة التي يتعامل بها
ويفهمها أكثر هى الصور وتعتمد رؤية الصور على الضوء الذى يتميز بسرعة فائقة أذ
تبلغ 300.000 كم/الثانية فإن من المتوقع أن تنطلق سمات هذا النمط من تلك الفرضية
فتكون سرعة أتخاذ القرارات – التفاعل العالى مع المتغيرات السريعة – التسرع فى
الرد على الاخرين – يتذكر اكثر ما يراه عما يسمعه – يصلح ان يكون قائدا لأزمة لأنه
سريع ولأنه يضع كل المعطيات أمامه على هيئة صور – يتعامل مع الاختبارات السريعة
والشفوية بشكل جيد – له رؤية استراتيجية بعيدة المدى ربما تكون غير واقعية أو
منطقية – يرى ما لا يراه الاخرون لانه يستطيع ان يتخيل العواقب والنتائج – الكلمات
تسبق المعانى ربما قال كلمة لا يقصدها فيتورط – لديه حب السيطرة لانه يظن انه يرى
الصورة كاملة – ينظر للأعلى , يميل للخلف , سريع الكلام , كثير المقاطعة , نفسه
سريع , حينما تقترب منه يميل للخلف لأنه بحاجة لرؤية الصورة كاملة
صاحب هذا النوع من الناس
يستخدم كلمات وعبارات وامثال ذات نمط بصري اي ( كأنه يشاهد شيأ بعينه او يتخيله )
كأن يقول
- إنى ارى ان الموضوع ان
استمر .....
- من وجهة نظرى ......
- من مشاهداتى للمشكلة
توصلت على ان ....
- تصورى للموضوع هو .....
وهذه كلها جمل تدل على نمط
( بصري ) اما الكلمات النمطيه فهى كل كلمة تدل على مشاهدة كــ (نظر - رؤية - ظهور
- تصور - مشهد - معرض - عرض - كشف - لمعان - وضوح - عين - تحديق - ملاحظة - مراقبة
- صفاء - ومضة - ألوان - ظلام - فجر - أصيل - شروق - قمر - مغيب - انعكاس - بريق -
رسوم - شاشة - أفق - أعمى - بصر - بؤرة - عدسة - أصباغ - منظر - ظلال - أبيض -
أسود - شمس - نجوم - أرى - ملامح - يظهر
لي - ظلال من الشكوك - أرى ما تقوله - تسليط الضوء - على ضوء ذلك - نفق مظلم -
وجهة نظر - من هذا المنظور - مشرق الوجه - ألوان زاهية - يدقق النظر - النظر إلى
المستقبل - صورة مشوشة - نظرات حادة - سيارة مختلفة اللون - ملابس براقة - متلون
المزاج - عين ساهرة.
2- سمات النمط السمعى
أصحاب هذا النمط يعتمدون
فى رؤية الاحداث على ما يسمعونه بأذنيهم فهم يسمعون ثم يحللون ثم يتكلمون وعليه
فأن سماته هى مفكر ومنطقى فى كثير من الاحيان – متزن فى اتخاذ القرار – ينطقون ما
يقصدون ويقصدون ما ينطقون – الحكمة والروية والتنظيم والمنطقية فى ترتيب الاشياء
والافكار – صاحب مشروع ادارة الوقت – يستخدم المفكرات والمنظمات – يكثر الحديث عن
التخطيط – افضل من ينزل الاعمال المجدولة إلى الواقع – لديه قدرة على تحويل رؤية
البصرى إلى واقع منطقى معقول – عدم القدرة على التصرف فى حالة الازمات – صعوبة
اتخاذ القرار تحت الضغط – اختبارات الشفوى فيها مشكله , يحتاج أن يراجع ليعيد ربط
الاجزاء بطريقة تتابعية – لا توجد رؤى طويلة المدى بسبب غياب المعلومات – عمله
فلسفى منطقى ملموس , يميل إلى الفلسفة والنقاش والجدل – يتذكر أكثر ما يسمعه عما
يراه – معتدل فى وقفته, ينظر للأمام , كلامه بطئ , يعتنى بكلامه , يرتاح لوصف الشئ
أكثر من مشاهدته
أصحاب هذا النمط هم الذين
يستخدمون عبارات وكلمات او حتى امثال ذات مدلول سمعى فتراه يقول مثلا"
- ان استمعتم لنداء الدولة
فلبوه .........
- رن الجرس في اذنى ....
- انه يقول ----
- انا اقول ----
- انتى قلتى ----
-يجب ان نناقش الموضوع
بهدوى فهو لا يستحمل المزيد من الضجيج والمهاترات
- وسمع لقوله تعالى ....
- وقالوا في قناة ....
اي ان ما له مدلول سمعى كـ (صوت - سمع - نغمة - رنين - لهجة - غناء -
موسيقى - نبرة - صراخ - سؤال - إجابة - قول - نقاش - صياح - صمت - أخرس - آذان -
جدال - رطانة - وقع - دقة - أذن - إصغاء - حديث - ثرثرة - همس - ترنم - تشدق -
مواء - صهيل - تغريد - زئير - لكنة - عجمة - كلام - الآلات الموسيقية- طرق العزف -
الرعد - دعاء - خطابة - كلمة - صفارة - جرس - صوت واضح - نغمات عذبة - ينصت
باهتمام - أمسك لسانه - قوة الكلمة - كثير الكلام - لسان سليط - يخطب في الناس -
يردد النغمة نفسها - يقرع الجرس - انتبه إلى ما أقول - عبارات الود و الثناء -
الغيبة و النميمة - قول الحقيقة - كلام الناس - أجراس الخطر ....)
3.سمات النمط الحسى
أصحاب هذا النمط يعتمدون
على أحاسيسهم ومشاعرهم فى رؤيتهم وسماعهم وتفاعلهم مع اللأحداث لذا فهم لا يأخذ
القرار حتى يتفاعل معه ولذلك بطئ – صاحب قدرة تنفيذية فهو يمثل الاسلوب العملى فى
الحياه – يحول الخطط والافكار إلى واقع ملموس – البعد عن الاحلام والتنظير
والفلسفات والنظريات والاجتماعات فهو يريد عملا لا تنظيرا – يتميز بكثرة الانواع
(قاس ورقيق , محب ومبغض ,......) – قصير النظر للأحداث فهو يتحرك نحو أهداف قريبة
– لا مانع عنده من تكرار نفس الخطأ (كأن يصطدم بشئ مثلا) – يتذكر الاشياء التي
فيها حركة – عاطفى , كثير الصمت , ينظر للأسفل , يتكلم بهدوء شديد , تنفسه طويل
وعميق , يتقدم نحوك, يحاول لمسك , لغته شعورية
أصحاب هذا النمط يميلون
لاستخدام كلمات ذات مدلول حسى دائما في حديثه فيقول مثلا "
- جرحت شعورى ...
-إحساسى بان المشكلة ستطول
....
- الواقع يشعرنى بمرارة
....
- كلماتك تفرحنى حقا"
....
- شعورى بان المشكلة فكرية
.....
اي كل كلمة تدل على حس كـ
(شعور - إحساس- لمسة - إمساك - انزلاق - خشن - ناعم - صلب - لين - صلد - إصبع -
معاناة - ضرب - صدمة - سحق - حكة - سطح - حاد - مبلل - رضوض - مسح - دفع - شد -
سرور - ساخن - حار - بارد - جذب - ضغط - ثقل - ألم - كآبة - حزن - فرح - ضيق - غضب
- هم - خوف - جرح .....يغلي من الغضب - أمسكه بقوة - يسيطر على نفسه - يضبط أعصابه
يضع يده - يمسه بسوء - قبضة حديدية - ألم في الظهر - يخفق قلبه - أساس متين - عديم
الإحساس - اصبر قليلا - أشعر بأنه - يخدش شعوره - يجرح كرامته - أعصاب باردة
.....)
وقفة تأمل
1- خلقت مفضلا لاحدى هذه الانماط ولكن البيئة قد يكون لها تأثير فى
تنمية نمط ما فأهل البيئة الصحراوية الرملية لا يحتاجون كثيرا لأعمال البصر ولكنهم
أكثر ما يحتجون إلى السمع وكذلك فأهل البيئة الجبلية وكذلك المناطق التي بها أشجار
وازهار وألوان طبيعية يغلب عليهم النمط البصرى وكذلك فأن المهنة تعمل على وضوح نمط
ما فالشعراء والادباء غالبا حسيون والقضاه والمحامون والموسيقيون سمعيون
والمحاسبون والاطباء والمصورون والرسامون بصريون
2- السمعى يمكن أن يكون بصرى أو حسى بحسب تأثير البيئة وهكذا باقى
الانماط
3- السمعى يستيقظ بالصوت لا بالضوء ويحب الالعاب الصوتية والطفل البصرى
يستيقظ بالضوء لا بالصوت ويحب الألعاب ذات البهرجة فى الاشكال والالوان والطفل
الحسى يحب الألعاب الحركية
4- لكل أنسان نصيب من كل نمط من الانماط الثلاثة لكن يغلب عليه نمط واحد
وفى بعض الحالات يغلب على الشخص نمط معين فى بيئة من بيئاته ففى عمله له نظام واذا
رجع إلى البيت غلب عليه نمط أخر
5- الطبيعة الحسية موجودة فى الجميع يندر ان تجد من ليس له طبيعة حسية
6- أفضل فرق العمل هى الفرق التي تحتوى على الانماط الثلاثة فيتوفر فيها
الخيال او الابداع والمنطق والواقعية (استراتيجية ديزنى للإبداع)
لذا يجب عليك
1-
حاول
الاستفادة من مميزات نمطك ومحاولة تلافى الأخطاء التى تنتج عنه
2-
قم بأجراء
تمارين إرهاف الحواس التى تساعد على تقوية الانماط الاخرى حتى تصل الى حاله من
حالات التوازن
رابعاً: حالات الذات
ومن يربط
الكلب العقور ببابه . . فكل بلاء الناس من رابط الكلب
حاولت جاهداً أن أقنع أحد أصدقائى بضرورة تعلم السباحه ونظراً
لأنه كان يخاف من البحر وكان يخاف أيضا من الاقتراب من حمامات السباحه فلم يقتنع
بمطلبى ومرت الايام وذات يوم ذهب هو وزوجته وأبنته الوحيده ذات الثلاث أعوام إلى
أحد النوادى وجلسوا على أحدى التربيزات وعلى حين غفلة من الأب والأم تسربت الطفله
وذهبت إلى حمام السباحة المخصص للكبار وقفزت فيه وفى نفس اللحظه أنتبه الأب وشاهد
أبنته وهى تقفز فما كان منه الا أن قام مسرعا وقفز فى الحمام ممسكا بابنته ولكنه
لا يعرف العوم ولاحظه السباحون فأنقذوه هو وأبنته وعندما خرجا بسلام تلقفت الأم
أبنتها وأحتضنتها وأخذت تقبلها وهما يبكيان – توجه أحد السباحين بهدوء إلى صديقى
وقال له "أنا مقدر مشاعرك بس يعنى هو بالعقل أنت فاكر كنا حنسبها تغرق فمكنش
فيه داعى تعرض نفسك للغرق" شكره صديقى وأنصرف ليخلع ملابسه وهو فى طريقه
قابله آخر وقال له " المفروض تخدو بلكو من عيالكم ولازم تمسكوهم فى أيديكم
ومادمت مابتعرفش تعوم ليه بتنط فى حمام السباحه ولا كنت عاوز بدل المصيبه يبقى
أتنين" شكره صديقى أيضا لحسن أدبه وأنطلق ,انتهت الحكايه لكنها تركت فى نفسى
خمس أسئله مهمة
1) ما
الذى دفع الأب إلى الإلقاء بنفسه لأنقاذ أبنته مع تأكده من أنه لا يعرف العوم –
وما الذى دفع الأم إلى أحتضان أبنتها وتقبيلها بدلا من ضربها أو تعنيفها على ما
أرتكبت من خطأ؟
2) ما
الذى دفع الطفلة إلى القفز فى الحمام؟
3) ما
الذى كان يًخيف صديقى من الاقتراب من البحر وحمامات السباحه؟
4) ما
الذى دفع الرجل الأول الذى قال "أنا مقدر مشاعرك..." إلى أن يقول ذلك؟
5) ما
الذى دفع الرجل الثانى أن ينتقد تصرف صديقى؟
الاجابة على الخمس أسئله السابقة تدفعنى لسؤال آخر - هل تلك
السلوكيات جاءت مصادفةً أم هى أشياء فى اللاوعى أنطلقت دون أن يدرك صاحبها كنيتها؟
لكى نعرف الدافع وراء كل تصرف أو وراء كل سلوك مما سبق كان من
الضرورى أن نتعرف على حالات الذات وهى حالات تظهر في مواقف مختلفة وأوقات مختلفة
بصور متراوحة بين القوة والضعف والوضوح والخفاء , وتحرك شعور وسلوك الفرد – كما
أنها تفسر من نحن ؟ .. ولماذا نتصرف
بالطريقة التي نتصرف بها ؟ .. كيف أصبحنا ؟ كيف سنصبح ؟ .. وإلي أين نحن متجهون ؟
.
والغرض من تحليل تركيبة الشخصية هو معرفة طبيعة وصفات حالة
الذات لدينا وهي التى ستدلك علي مصادر الأفكار والمشاعر والآراء والأحاسيس في نفسك
, وتدلك على ذاتك لكى تضبط سلوكك فيتحسن أدائك في حياتك الشخصية (المنزل , زوجتك , زوجك , الأصدقاء , العمل ).
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: