حالات الذات والجوانب الوصفية للشخصية المصاحبة لكل حالة ذات
حالات الذات والجوانب الوصفية للشخصية المصاحبة لكل حالة ذات
وهي كالتالي :
1- حالة ذات الطفولة ( ط )
أ- ذات الطفولة الطبيعية ( ط ط )
ب- ذات الطفولة المتمردة ( ط مت)
ت- ذات الطفولة المذعنة ( ط مذ )
2-
حالة ذات البالغ ( ب )
3-حالة
ذات الوالدية ( و )
أ- الوالدية الراعية ( ور)
ب- الوالدية الانتقادية ( وا )
1- حالة ذات الطفولة
فى هذه الحالة من حالات الذات تتحكم فيها الرغبات التي يتكون
معظمها في السنوات الأولي من العمر , كرد فعل تجاه العالم الخارجي . وكلاً منا
لديه هذه الحاله من حالات الذات التي عندها يشعر ويتصرف ويفكر الفرد مثلما كان
يفعل عندما كان صغيراً .
ولعلك تذكرت هنا كيف ستكون الاجابة عن السؤال 2 و3 وعرفت لماذا
قفزت الطفلة فى حمام السباحه ولماذا كان يخاف صديقى من حمامات السباحه.
ولا يمكن أخذ ذات الطفولة ككل , وإذا أردنا فهمها فهي خليط مركب
من ثلاث أجزاء رئيسية يمكن التعرف عليها من خلال ملاحظة سلوكها ونتائج هذا السلوك
وهي :
1- ذات الطفولة الطبيعية ( ط ط )
2- ذات الطفولة المتمردة ( ط مت )
3- ذات الطفولة المذعنة ( ط مذ )
والفرد وهو صغير يوجد لديه هذا الخليط , وعندما يكبر يستعمل
الاجزاء الثلاثة من ذات الطفولة بدرجات متفاوتة سوياً أو منفردة , في المواقف
المختلفة .
1- الطفولة الطبيعية (ط ط) (تحركه رغباته وليس رغبات الآخرين)
أحب شئ إلى
الإنسان ما مُنعا
هو الجزء الحر الطليق في ذات الطفولة وهو محب للاستطلاع ,
تلقائي , عفوي , يسعي ويطلب ما يريد , يحب اللمس , يفكر في نفسه فقط , يأخذ أكثر
مما يعطي ... خائف أن يكون علي خطأ .. يخشي المسؤولية .. يحب التنافس .. يقبل
أحكاماً سلبية علي نفسه .. عدواني , خواف , معبر عما يشعر , مندفع , منقاد للنزوات
, أناني ودود ومتردد , صادق وشفاف .ونري ذلك في الفضول لدي الكبار , وفي التعبير
عما في القلب بدون تريث أو تفكير .ونراه في السلوك المتودد للمرأة .ونراه في البحث
عن الشهوات وعن اللمس لدي البعض في الخفاء أو في السر بدون اعتبار من مرض أو سوء
سمعة .ونراه في التفاخر , وحب التقليد في الموضة والفساتين لدي النساء .
وذات الطفولة الطبيعية تحتوي علي المشاعر التلقائية التي تكمن
داخلنا ونحن صغار فالطفل الطبيعى الصغير السن يريد أن يحصل علي ما يريد الآن وفي
الحال , وقد يلجأ إلي الصراخ والبكاء حتى يرضخ والده الي ما يريد , وقد يفعل الشئ
عندما يكبر بصورة أو بأخرى , كأن يغضب ويغادر مكان الاجتماع أو المنزل ويصفق الباب
ورائه ولا يتحدث إلي الآخرين ويخاصمهم , حتى يتم له ما يريد .في هذه الحالة نقول
أن سلوكه قادم من ذات الطفولة الطبيعية لديه .
ملخص صفات وتعبيرات الطفولة الطبيعية
-
مشاعره طبيعية ( الخوف - الحزن - الغضب
- الفرح )
-
سريع الغضب سريع الفىء
-
يعبر عن مشاعره للآخرين
-
يتصرف بتلقائية وبدون تكلف
-
يحب الفكاهة ويشيع جو من البهجة
والسرور
-
يستمتع بالراحة والاجازات
-
سريع البديهة
-
مبتكر ومجدد
إذا زادت حالة الطفولة الطبيعية , تأثرت عملية صناعة القرارات
وتأثرت عقلانيتها , بل وتتأثر قيم وأحكام وأخلاقيات المرء القادمة من الوالدية ,
وقد يتصرف المرء بلا عقلانية ولا تعقل
2- الطفولة المتمردة (ط
مت) (التمرد ورفض السلطة الأعلى)
هذا الجزء من ذات الطفولة موجود لدي قلة من الأفراد وقلة من
الصغار , إلا أنه بداخل البعض , ويظهر عندما تمارس السلوكيات الوالدية الناقدة
الظالمة تجاه الفرد ( صغيراً أو كبيراً ) عندها تطفوا ذات الطفولة المتمردة الى
السطح وتظهر , والطفل المتمرد فينا هو الذي يرفض الظلم والطغيان ( أطفال الحجارة
مثلاً) ....تعابير وجه الطفل المتمرد الناقم غاضبة , وحركاته عدوانية ووضع جسده
مشدود , ومتحفز .ومن سماته : الرفض , التحدي , الشدة , التمرد , الانفجار , وربما
العناد الشديد الغير مبرر .
ملخص صفات وتعبيرات الطفولة المتمردة
-
صعب الانقياد ولا يسهل تقييده
-
سريع الغضب بطئ الفيء
-
الإساءة مهما صغرت يواجهها برد فوري و
لا يستريح إلا بأخذ حقه
-
لديه ميل واضح للمنافسة مع الآخرين والرغبة في التفوق
عليهم ( يكره بشدة أن يهزم )
-
فرض أي شئ عليّه يدفعه للعناد والتمرد
عليه
-
مواجهه القوة بالقوة ( منطق الصراع )
-
التمرد علي السلطة الأعلى ( دائما
السلطة غاشمة حتى لو كانت محقة )
3- الطفولة
المذعنة (ط مذ) تحركه رغبات الآخرين
صاحب هذه الحالة من حالات الذات يفعل ما يراد منه , قد يعاند , يلوم نفسه
والآخرين ويشعر بالأسى أحياناً بظلم الآخرين له , وهو مؤدب مهذب , ملتزم , يخفي
مشاعره , , حيي خجول , يعاني داخلياً ولا يعبر عن مشاعره وآرائه بسهولة .
ملخص صفات وتعبيرات الطفولة المذعنة
-
يكتم انفعالاته ولا يصرح بها ولا يعبر
عنها
-
يخاف خوفاً غير طبيعي من الآخرين
-
يتجنب ثوراتهم ويحاول إرضائهم
والانصياع لرغباتهم
-
يتحمل إساءات الآخرين رغم شعوره
بالمرارة الشديدة
-
ينسحب من المواقف التصادمية والصراعات
-
لا يتدخل في شئون الآخرين ( لأن التدخل
يجلب المتاعب )
-
يؤدي الحد الأدنى المطلوب منه تجنباً للمشاكل
من حسنات ومزايا الطفولة المذعنة القدرة علي التأقلم والتنازل
وعقد التسويات وقبول الحلول الوسط , ومن حسناته الصبر والتحمل , وهذه الأمور هامة
ليعيش المرء مع الآخرين وليتحملهم. غير أن هذه الذات تعنى الانحناء والطاعة والسير
مع أي شخص أو أي شئ حتى لو كان صاحبه مجنوناً أو متعصباً , وعيبها أن صاحبها قد
يصبر ويصبر ويطيع ثم ينقلب فيصبح ثائراَ رافضاً . و من عيوبها أيضاً التكيف وليس
الحيوية والعفوية والتعبيرية .
وقفة تأمل
إن الثناء علي الآخرين إخوان وأخوات وأصدقاء وزملاء وأبناء
وغيرهم كالإحسان إليهم ومهاداتهم , كلها سلوكيات تستميل الطفل فيهم , ويمكن
استخدامها لدفعهم إلي الإنجاز وتحسين سلوكياتهم.
2- حالة ذات البالغ
(ب)
لا خير في
حسن الجسوم وطولها إن لم يزن حسن الجسوم عقول
( العقل إداركك الأشياء علي حقائقها , فمن أدرك شيئاً علي
حقيقته فقد كمل عقله)( الأحنف بن قيس)
عندما يتصرف الفرد كبيراً كان أو صغيراً كشخص واقعي موضوعي يجمع
البيانات , ويحللها ويقوم الاحتمالات ويدرس البدائل , فإننا نقول أنه تحت تأثير
ذات البالغ , ولعلك لاحظت الآن كيف تكون الإجابة عن السؤال الرابع حول الدافع وراء
قول الرجل لصديقى (بس هو يعنى بالعقل ........) ففى هذه الحالة من حالات الذات يتم
تحكيم العقل والمنطق , فإذا كنا نتصرف
بصورة آلية تلقائية عندما نكون في حالة ذات الوالدية , فإننا في حالة ذات البالغ ,
نتصرف بصورة تحليله ونقوم بـــــــ :
1-
جمع المعلومات .
2-
الموازنة بين الأمور .
3-
تقدير الاحتمالات .
4-
التفكير .
5-
التحليل .
ولقد سئل الأحنف بن قيس عن العقل فقال :( رأس الأشياء فيها
قوامها , وبه تمامها , لأنه سراج ما بطن , وملاك ما علن , وسائس الجسد , وزينة كل
أحد , ولا تستقيم الحياة إلا به , ولا تدور الأمور إلا عليه).
صفات وتعبيرات حالة البالغ
-
قادر على ضبط انفعالاته وردود أفعاله
-
يستخدم العقل والمنطق في حساباته
وقراراته وردود أفعاله ( لا يقع في خداع النفس )
-
بارع في جمع وتشغيل المعلومات وبشكل
محايد
-
منصت ماهر ويعي كل كلمة يقولها محدثه
-
يستطيع أن يفرق بين الآراء والحقائق
والافتراضات في المواقف المختلفة ويتعامل مع كل منها بما تستحقه
-
عندما يواجه مشكلة يتعامل معها بأقل
قدر من المشاعر
-
يعرف نقاط ضعفه ومصادرها ويصارح نفسه
بها وجاد في علاجها أو تقبلها
-
هادئاَ متزناً , مسيطراً علي نفسه وعلي
ردود الفعل لديه
- يطرح
أسئلة ويطلب استشارات ويدرسها ويقومها .كما فعلت بلقيس ملكة اليمن لما قالت :( يا
أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون ). سورة النمل آية (32)
إن حالة ذات البالغ غير مرتبطة بسن معين فإن الأطفال أحياناً قد
يكونون في حالة ذات بالغ . والعودة إلي العقل والتريث , وقد أرشدنا نبي الرحمة صلي
الله عليه وسلم إلى البالغ فينا فقال :(استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك) . رواه
أحمد والطبراني
3- حالة ذات الوالدية :
( و )
التعرف على هذه الحالة من حالات الذات يُجيب لنا على السؤال (1
و 4) فهذه الحالة تنبع من القيم التي تم
تسجيلها تلقائياً عن الشخصيات الوالدية , ولم تناقش , واحتواها الفرد بدون
تحوير أو تنقية أو تفكير في السنوات الأولي في حياته.
فعندما يكون الفرد ً في حالة تفكير أو شعور أو تصرف بنفس
الطريقة التي كانت تفعلها الشخصيات الوالدية في حياته (الأب - الأم – الجد – العم
– المدرس – الأخ الأكبر ......), والتي تأثر بها فإننا نقول أنه تحت تأثيرات ذات
الوالدية ( و ) والأمثال تقول ( من شابه أباه فما ظلم ) ونقول ( المرء شبيه بخاله
) . ( وهذا الشبل من ذاك الأسد ) (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأخلاق
.وعندما تكون أنت في حالة ذات الوالدية فقد تسلك سلوكاًً ناقداً أو سلوكاً راعياً
حنوناً محباً .
( ملاحظة)
الشخصية أو الشخصيات الوالدية في حياتك ليس بالضرورة شخصية الأب
الفعلي أو الأم الفعلية فقد تكون شخصية زوج الأم أو زوجة الأب أو الخال أو العم ..
الخ .
جهاز التلفاز أو المذياع يعتبر أحياناً في مكانة الشخصيات
الوالدية لأنه يمثل شيئاً أكبر من أن يناقشه الطفل , ولذا فالرسائل التي تصدر منه
يتم احتوائها مباشرة في الذاكرة بدون مراجعة أو تحرير .
أ - حالة ذات الوالدية الراعية (ور) ( ناصحة , حانية , مساعدة )
قال علي رضي
الله عنه :( حسن الخلق في ثلاث خصال :
اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسعة على العيال ) إحياء علوم الدين ( 3/57 ).
الشخص الذي يسلك ويتصرف من ذات الوالدية الراعية دائما يفكر فى
الآخرين وإن كان على حسابه وحساب راحته وأحياناً حياته ويواسي ويبرر للآخرين
أخطائهم فلا يعنفهم أو يعاقبهم على أخطائهم ولعلك لاحظت الدافع وراء تصرف صديقى
وزوجته
صفات وتعبيرات الوالدية الراعية :
·
لديه فيض من المشاعر الحانية يفيض بها
على من حوله
·
يعرف عنه الآخرون أنه صاحب صدر حنون ، وأخ أكبر لهم ، وملاذ يلجئون
إليه عند الحاجة
·
يشعر أن الآخرين يحتاجون لعونه
ومساعدته ويجد سعادة في مد يد العون لهم
·
يحب التضحية من أجل الآخرين ويمارسها و
يسعد بها
·
يلجأ إليّه معظم معارفه كمستشار وحلاّل
للمشكلات وحكم محترم فيما بينهم
·
الناس عنده لا يحسنون التصرف ، وهو علي استعداد لإخراجهم
من المشكلات التى يوقعوا أنفسهم فيها
·
يعتبر الإساءة تصرف طفولي يستحق صاحبة
التوجيه والتعليم وهذا هو قدر الكبار
ومسئوليتهم
·
راع , حنون , محب , يحب المساعدة , يحب
الإرشاد , إسداء النصح والتوجيه .
·
يستخدم كلمات مثل : علشان مصلحتك - عاوز أساعدك
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( والله في عون العبد ما دام
العبد في عون أخيه) إن حالة ذات الوالدية عند نشاطها لدي الفرد , تعطي الآخرين
الدفء وتساعدهم علي النمو والنضج , وهذه الحالة تستمتع بالعطاء وبمساعدة الآخرين
علي النمو والتحسن , وحتي ما توفرت في المرء طال أمد علاقاته وسهل عليه إعطاء واخذ
اللمسات .
أما إن زادت حالة الذات الوالدية الراعية , فإنها تخلق نوع من
الإعتماد لدي المتلقي للمسات , وإذا زادت قد تغرق أو تخنق المتلقي لها , كما إن
صاحبها يعطي أكثر مما يأخذ , كما إن العطاء الكثير قد يتضايق المعطي له وقد ينمي
فيه الغضب والثورة أو التفادي ( تفادي رؤية المعطي )
ب - حالة ذات الوالدية الانتقادية (وأ)( متعصبة , آمره , موجهة
)
إن المُنبت
لا أرضاً قطع . . ولا ظهراً أبقى
هل تعرف شخصاً يتميز سلوكه الغالب بالانتقاد للآخرين ؟
لعلك تذكرت الرجل الذى انتقد صديقى مثل هذا الشخص يتصرف بصفة
عامة وكأن ميله المفضل أن يستعمل( شخصية والدية انتقادية دائما) هذا الشخص له
تفضيل ( يظهر في سلوكياته وكلامه وحركاته ) اختاره من زمن بعيد ويتعامل بصفة غالبة في هذه الدائرة .
صفات وتعبيرات الوالدية الناقدة :
·
المحافظة على القيم والتقاليد التي
تربينا عليها
·
الغضب من الآخرين عند مخالفة القواعد
أو الالتزامات
·
يمارس سلوكيات السلطة ( عيب - بلاش كده
- صح وغلط - حلال وحرام - أفعل ولا تفعل )
·
واضح ومحدد ولا يعرف الطرق الملتوية
ولا أنصاف الحلول
·
عدم الرضا عن أداء الآخرين بسهولة ( له
معايير عالية )
·
تشغله كثيرا قضايا الواجب والمسئولية
والناس في نظره ليسوا علي مستوي المسئولية
·
توجيه اللوم والتأنيب للآخرين علي
الصغيرة والكبيرة والميل إلى معاقبتهم عند
الإساءة
·
شعاره : الشدة والحزم علاج لكثير من
المشكلات
·
صارم , جاد , محدد , قاطع , غاضب , له
أراء متحيزة سابقاً , متسلط , آمر .
·
يستخدم كلمات مثل : لازم – يجب –
المفروض – مفهوم
إن الوالدية الحازمة أو الناقدة بقدر معقول , تحمي الواحد منا
من أن يكون أمعه ومن أن يستغله الآخرون أو أن يستعبدوه , إن الأفراد ذوي حالة
الوالدية الانتقادية المتدنية أو المفقودة يسهل التحكم بهم وإهانتهم والتلاعب بهم
واستغلالهم , ولا يثبتون علي قناعاتهم ولا يدافعون عنها. إن الوالدية الانتقادية
صاحبها قادر علي أن يقول : لا وبوضوح وبالفم المليان لذا فهى مفيدة في السياسة وفي
الحياة الإجتماعية ضد الظلم والطغيان .
غير أن الوالدية الانتقادية الزائدة عادة متعصبة , تميل للعقاب
, تقيد الآخرين وتزعجهم وتأكل حقوقهم وتهين كرامتهم , وقد يتجاهل الناس الأشخاص
ذوي الوالدية الناقدة ولكن البعض يطيعهم ويسمع كلامهم .
أهمية ذات الوالدية
( وينشأ
ناشئ الفتيان فينا 00000000علي ما كان عوده أبوه )
(وإذا
النساء نشأن في أمية 00000 رضع الرجال جهالة وخمولا)
(إذا كان رب
البيت بالدف مولعا 00 فشيمة أهل البيت كلهم الرقص)
ذات الوالدية توفر إطار القيم السائدة في المجتمع , وتربط
المجتمع وتحافظ علي تراثه , ومنها ننهل الكرم وإسداء النصح ومساعدة الغريب والحفاظ
علي الآداب والسلوك القويم . غير أن كثير من التسجيلات التي تم برمجتنا عليها من
ذات الوالديه ليست سليمة أو مناسبة أو متلائمة مع الفهم الصحيح للدين الحنيف أو
العلم . لذلك فمن الواجب إعادة فحص
السلوكيات والأفكار لتعديل تلك التي تحتاج إلي تعديل , فعلى سبيل المثال بعض
الآراء والأحكام الوالدية المبنية علي التعصب وعدم التروي مثل التقليل من شأن
الآخرين من أجناس أخري أو مهن معينة أو الإصرار علي تصرفات معينة مثل زواج الأقارب
, بذخ الأفراح , عدم تعليم النساء , والتقليل من شأنهن. فيجب إعادة النظر فيها حتى
لا يتلقى الأطفال مثل هذه التعصبات والإنحيازات الوالدية ,فإذا كبر ونما وبداخله
هذه التسجيلات مسجلة في حالة ذات الوالدية , فعند تعامله مع هذه الأجناس أو المهن
, لا يري الإنسان الذي أمامه والذي يتعامل معه , بل يري ويسمع الشريط الموجود
برأسه .إلا إذا تدخلت حالة ذات البلوغ وحللت مصداقية وعقلانية هذه التسجيلات .
طرق تنمية حالات الذات المختلفه
يحتاج المرء إلى تنمية حالة الذات التي
يرى أنها متدنية القيمة لديه فوفقا للدراسات فإن درجات الذات طبقا للاختبارات حددت
كما يالى:
ذات البلوغ لا
تقل عن26 – ذات الوالدية الراعية لا تقل عن 24 – ذات الوالدية الانتقادية لا تزيد
عن 13 – ذات الطفولة الطبيعية لا تقل عن 25 – ذات الطفولة المذعنة لا تزيد عن 14 –
ذات الطفولة المتمردة لا تزيد عن 8. علما بأن تلك الدرجات ليست وقفا بل على المرء
أن يبحث عن أيجاد حاله من حالات التوازن فى حالات الذات لديه
طرق تنمية ذات الطفولة
الطبيعية :
-
أكثر من التبسم للأغراب بدون مبرر .
-
التعبير التلقائي عما في بالك بدون
تفكير .
-
أكثر من التفكير فى التجارب والخبرات
الخيالية .
-
أطلق على نفسك وعلى الآخرين أسماء دلع
.
-
تمتع بكل ما هو مباح دون التفكير فى رد
فعل الآخرين (العب – اجرى حافيا – قلد أطفالك – 000000)
طرق تنمية الطفولة المتمردة :
- حاول الا تتعاطف مع المبررات لأن
الغاية لا تبرر الوسيلة
- قابل الإساءة من الآخرين برد فعل مناسب
لا يتعارض مع
الشرع
- حاول دراسة أي أمر يتم فرضه عليك قبل
أخذ قرار فيه
طرق تنمية الطفولة المذعنة :
-
التسوية .
-
التعاطف والتفهم لدوافع الآخرين.
-
الشعور بالذنب لأصغر الأخطاء .
-
قبول التودد والعواطف .
طرق تنشيط حالة ذات البالغ
-
جمع معلومات قبل الحكم
-
صحبة العقلاء
-
الوضوء عند الغضب والجلوس إن كنت
واقفاً
-
التأسي بالأنبياء والحكماء والصالحين
وتقلديهم في السلوك البالغ ... الخ.
طرق تنمية الوالدية الراعية:
-
أخذ الناس بالأحضان
-
تحسس حاجات ومشاعر الاخرين
-
إعطاء لمسات إيجابية ( الهدايا ,
البسمة , الكلمة الطيبة).
-
دعوة الآخرين ( التقارب العائلي ,
الأصدقاء , الزملاء) .
طرق تنمية الوالدية الانتقادية:
-
أنصت للآخرين بحذر ولا تنخدع لمعسول
الكلام دون النظر للبرهان
-
اعلم أنه ليس وراء كل سلوك نية حسنه
-
ثق فى رأيك ما دام مستند إلى دليل
وثابر من أجله
متى يجب إستحضار حالة الذات المناسبة؟
إستدعاء أي حالة من حالات الذات لدى الآخر متوقفة على حالة
الذات النشطه لديك والتي تبدأ بالتعامل من خلالها
- عندما
تتعامل مع الآخر من حالة ذات الطفولة الطبيعية فإن الآخر سوف يعاملك أما من حالة
ذات الطفولة الطبيعية أو الوالدية الراعية لديه
- عندما تتعامل مع الآخر من حالة ذات الطفولة
المذعنة فإن الآخر سوف يعاملك من حالة ذات الوالدية الراعية أو الوالدية
الانتقادية
- عندما
تتعامل مع الآخر من حالة ذات الطفولة المتمردة فإن الآخر سوف يعاملك من حالة ذات
الوالدية الراعية أو الوالدية الانتقادية أو الطفولة المتمردة
- عندما
تتعامل مع الآخر من حالة ذات الوالدية الانتقادية
فإن الآخر سوف يعاملك من حالة ذات الطفولة المذعنة أو الطفولة المتمردة أو
الوالدية الانتقادية
-
عندما تتعامل مع الآخر من حالة ذات
الطفولة الطبيعية فإن الآخر سوف يعاملك من حالة ذات الطفولة الطبيعية لديه
- عندما
تتعامل مع الآخر من حالة ذات الوالدية الراعية
فإن الآخر سوف يعاملك من حالة ذات الطفولة الطبيعية أو الطفولة المتمردة
(إذا انت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا)
عندما تتعامل مع الآخر من حالة ذات
البالغ فإن الآخر سوف يعاملك من حالة ذات البالغ
لديه (جالس العقلاء أعداء كانوا أم أصدقاء فإن العقل يقع على العقل)
ويمكن تلخيص ما سبق فى الجدول التالى
حالة الذات
التي تعامل الآخر منها
|
حالة الذات
التي يقابل بها الآخر حالة الذات منك
|
||
ط ط
|
ط ط
|
و ر
|
|
ط مذ
|
و ر
|
و ا
|
|
ط مت
|
و ا
|
ط مت
|
و ر
|
و ا
|
ط مذ
|
ط مت
|
وأ
|
و ر
|
ط ط
|
ط مت
|
|
ب
|
ب
|
كيف تقابل حالة الذات عند الآخر عندما
يبدأ هو بمعاملتك؟
لكى تحصل على أفضل تعامل بينك وبين
الآخر
-
عندما يعاملك الآخر من حالة ذات
الطفولة الطبيعية عامله أنت من حالة ذات الطفولة الطبيعية أو الوالدية الراعية
-
عندما يعاملك الآخر من حالة ذات
الطفولة المذعنة عامله أنت من حالة ذات الوالدية الراعية
-
عندما يعاملك الآخر من حالة ذات
الطفولة المتمردة عامله أنت من حالة ذات الوالدية الراعية
-
عندما يعاملك الآخر من حالة ذات
الوالدية الانتقادية عامله أنت من حالة ذات الطفولة الطبيعية
-
عندما يعاملك الآخر من حالة ذات
الوالدية الراعية عامله أنت من حالة ذات الطفولة الطبيعية
-
عندما يعاملك الآخر من حالة ذات البالغ
عامله أنت من حالة ذات البالغ
ويمكن تلخيص ما سبق فى الجدول التالى
حالة الذات
التي يعاملنى بها الآخر
|
حالة الذات
التي تقابل بها ذات الآخر
|
|
ط ط
|
ط ط
|
و ر
|
ط مذ
|
و ر
|
|
ط مت
|
و ر
|
|
و ا
|
ط ط
|
|
و ر
|
ط ط
|
|
ب
|
ب
|
4-
التركيز
التركيز يعني الاستغراق في المهمة أو العمل دون
الالتفات إلى الأمور والصوارف الأخرى .
أن التركيز في حياة الإنسان يعتبر آية من آيات الله سبحانه
وتعالى وظاهرة من اغرب الظواهر التي تبعث على الإعجاب والتأمل . ألا ترى أن مستوى
نجاحنا وتحقيق أهدافنا في هذه الحياة يعتمد بشكل كبير على درجة التركيز التي يمكن
الوصول إليها ، ألا ترى أن القدرة على التركيز أوصلت رجالا ونساء كثيرين ذوي
إمكانات عادية أو متواضعة إلى قمم النجاح التي لم يستطع صعودها حتى العباقرة
والتركيز نوعان هما :
نوع عــــام : وهو التركيز على مهنة أو هدف كبير أو تخصص أو
مجال اهتمام .
ونوع خاص : وهو التركيز اللحظي على مهمة أو عمل أو مسؤولية أو
متابعة تنفيذه والاستغراق فيه حتى النهاية .
والتركيز بنوعية يعتبر مفتاحا عظيما للنجاح بعد توفيق الله
سبحانه وتعالى هل تتذكر في حياتك الشخصية
أمثلة لما قاد إليه التركيز من نجاح ؟
من ناحية علاقتك بربك ، وعلاقتك بأسرتك ، وتحقيق أهدافك الأخرى
؟ هل تتذكر بعض الأمثلة لما قاد إليه عدم التركيز من مشكلات و إخفاقا وفشل في
تحقيق الأهداف ؟ لا شك انك ستجد الكثير من الأمثلة عندما تركز على التفكير والتذكر
.
عوائق أمام إستخدام مهارة التركيز
1- التشتيت :من الواضح أنه من الصعب عليك التركيز عندما يقتحم
الضجيج والناس وجرس الهاتف جو التركيز لديك
2- قبول الإحباط البسيط :هناك نوعان من الناس في هذا العالم
:نوع تعلم التعامل مع القلق والإحباط في الحياة ونوع يتمنى لو أنه يستطيع ذلك ـ
3- ضعف الإهتمام أو عدم وجود حافز: يقال ببساطة إنه لا تركيز
بدون وجود الاهتمام وهذا يعني أنه إذا كنت تقوم بمهمة ليس لها جاذبية بالنسبة لك
فإن عليك أن تبرز عامل الاهتمام عشوائيا لتوليد حافز لديك .وإلا فإن عقلك سيقاوم
أي محاولة للتركيز
4- عدم وضوح الهدف :
تعزى عدم قدرتك على التركيز أحيانا إلى عدم إعطائك عقلك مشروعا معينا وتصورا محددا
وخطة عمل محددة
5- تزاحم الأولويات في العقل :إن عدم قدرة بعض الناس على
التركيز قد لا تكون ناجمة عن فشلهم في اختيار مشروع معين ،وإنما بسبب اختيارهم
لمشاريع كثيرة . فإذا كانت هناك التزامات كثيرة وواجبات محددة وتواريخ معينه
تتزاحم لجلب اهتمامك ، فإن عقلك سيرفضها جميعا بسبب عدم قدرتك على تحديد الأولويات
6- التعب والإجهاد والمرض : التركيز طاقة عقلية موجهه . فإذا
كنت متعبا أو مجهدا أو مريضا فإنه لن يكون لديك الطاقة الضرورية لاستخدام قدراتك العقلية
.وربما تؤثر أدوية معينه على قدراتك على التركيز
7- انفعالات بلا حلول :عندما لا تركز في بعض الأحيان فإن هذا
ليس بسبب عدم قدرتك على التركيز ، بل بسبب وجود مشكلة كبيرة تستدعي كامل اهتمامك
دون أن تترك مجالا لأية مسؤوليات أخرى هذا نوع من التركيز الصحيح إن كان فى موضعه
أوعدم ترتيب إن كان فى غير موضعه
8- الموقف السلبي :يعتبر الموقف السلبي أقوى المعوقات جميعا
؛لأن الإنسان يتصرف حسب اعتقاده ، فإذا كنت تعتقد في عقلك أنك تستطيع التركيز
،فإنك لن تستطيع التركيز
أمور يمكنك القيام بها لتحسين قدرتك على التركيز
ــ اجعل طاولة عملك مرتبة نظيفة
ــ قلل من زيارات فريق عملك لمكتبك بطريقة دبلوماسية
غير وضع طاولة العمل بحيث تصبح في مواجهة جدار جانبي واجعل باب
مكتبك نصف مغلق
حدد ساعات يكون خلالها باب مكتبك مفتوحا لمن أراد مقابلتك هذه
الساعات هي (9 -11) صباحا (2-4) بعد الظهر
ــ اجعل جهاز الهاتف وسيلة لك وليس متحكما فيك
لابد لك أن تدرك أن اتصال شخص بك هاتفيا لا يعني بالضرورة أن
تضع كل شيء بين يديك جانبا لترد على الهاتف .لابد لك من الرد على الهاتف ويبقى
عليك أن تحدد الهدف من المكالمة ،وتقرر فيما إذا كنت ستعطي هذه المكالمة أولوية على
المشروع الذي أنت بصدده
ــ احتفظ بقائمة شاملة لكل التزاماتك
ــ استخدم خطة من ثلاث خطوات للتركيز على إنجاز أعمالك عندما
تتعدد الأولويات
أ- اختر من القائمة الشاملة لديك أهم سبع مهام يجب إنجازها في
ذلك اليوم
ب- ضع على الورق قائمة من سبع مهام بدءا من أعلى إلى أسفل حسب
درجة أولوياتها
ت- ابدأ القيام بالمهمة ذات الأولوية القصوى وداوم عليها إلى
أن تنتهي منها
طرق عملية لذيادة التركيز
1- جرِّب أن تركّز على شيء معيّن لفترة طويلة نسبياً ، علّق
نظراتك على لوحة فنّية معلّقة على الجدار .. ادرس كلّ دقائقها في اللون والظلال
والحركات واللفتات حتى لا تغادر شيئاً منها .. ثمّ اغمض عينيك وراجع اللوحة في
ذهنك .. اُنظر كم التقطت منها وكم فاتك ، وأعد المحاولة ، فإن هذا التمرين سيغرس
فيك حالة التركيز .
2- طريقك المعتاد الذي تمشيه أو تقطعه من البيت إلى المدرسة
وبالعكس ، حاول أن تستذكره بقعة بقعة ومعلماً معلماً ، فهذا التمرين سينمّي لديك
أيضاً حالة الانتباه والاستذكار ، ذلك أنّ التركيز وشدّ الانتباه يشبه إلى حدّ
كبير أيّة قوّة عضلية أو عقلية تنمو بالمراس والمداومة ، وحتى تنشط ذاكرتك درِّبها
ومرِّنها دائماً في التقاط المعلومات ومراجعتها لأنّك إذا أهملت ذلك أصيبت الذاكرة
بالضمور .
3- لا تنتقل من فكرة إلى فكرة بسرعة .. أطل الوقوف عند فكرة
معيّنة .. استغرق فيها ، كما لو كنت تتأمّل مشهداً أمامك .. فهذا يساعدك على
التركيز وتثبيت الانتباه وجمعه .
4- تتبّع موضوعاً ما ، أو حدثاً ما خطوة خطوة ، منذ ولادته وحتى
ختامه ، تابع أخبار زلزال وقع في منطقة معيّنة ، أو حريق شبّ في إحدى الغابات ، أو
عدوان عسكري على مدينة أو دولة ، فالمتابعة وملاحقة التطورات والتفاصيل تثري في
عملية التركيز .
5- احتفظ بدفتر مذكرات صغير (أجندة) .. دوّن فيها ما تريد القيام
به من نشاط ، أي قائمة بأعمال النهار ومسؤولياتك .. أو اكتب على ورقة أو قصاصة ما
تنوي عمله قبل أن تخرج من البيت ، وراجعها باستمرار ، وأشِّر على ما تمّ إنجازه .
6- قوّ حافظتك في حفظ القرآن والأحاديث الشريفة والحكم وأبيات
الشعر الجميلة ، والنكات الظريفة ، والقصص المعبّرة ، فإنّ الذاكرة إذا قويت في
جانب فإنّها يمكن أن تقوى في جانب آخر .
7- وجِّه اهتمامك بما يقوله محدّثك لا بما يلبسه أو بما تحمله
من ذكريات الماضي عنه .. واحصر ما يقوله في نقاط .. ويمكنك أن تعمد إلى كتابة ملخص
بما يقول حتى تتمكّن من الردّ على كل النقاط أو أهم ما ورد في حديثه .
5-المواجهة
من الخطوات الهامة التى يجب على الفرد إتباعها لعلاج مشكلاته
وبلوغ درجة ارقي من الوعي والنضج النفسي .. أن يفهم نفسه ..و أ ن يتعرف على الحيل
( الدفاعات ) النفسية التى يهرب من خلالها .. من مواجهة مشاكله وعيوبه بشكل مباشر
وصادق متحملا ألم المواجهة ومسئوليتها .
.....لذا عليك دائما
أن تتعلم أن تحاسب نفسك
– ولو لدقائق – فى نهاية كل يوم .. أو حتى فى نهاية كل أسبوع .. وان تجعل لذلك
كراسة خاصة .. ترجع إليها من وقت لآخر .
أن تتعلم عادة مواجهة
النفس وحسابها بمنتهى الصدق والشجاعة وبانتظام
عليك من الآن أن تقرر الخلاص من الفتور والسأم .. وان لا تترك
نفسك كقشة .تتقاذفها أمواج الحياة بعشوائية جاهلة مجنونة
وعليك أن تعلم أن الفرد إذا كذب على الآخرين وراوغهم لكي يحافظ
على صورته – الزائفة طبعا – أمامهم .. فإنه لا يجب أن يكذب على نفسه .. كما أن
عليك أن تدرك أن الإسراف فى استخدام الحيل النفسية (كالتبرير والكبت والإسقاط ..
وخلافه) لتجنب مواجهة الحقيقة يؤدى حتما إلى عمى البصيرة .. أو ما يطلق عليه البعض
عمى القلب ..وعندها يكذب الفرد .. ويصدق نفسه .. يعيش فى أوهام وضلال .. وينغمس
بالتدريج فى ظلام لا أول له ولا أخر.
عليك أن تأخذ قراراً
جاداً بتنظيم حياتك .. وبأن تعود نفسك على أن تستقطع دقائق فى نهاية كل يوم .. أو
نهاية كل أسبوع لمحاسبة النفس .. وعليك أن تجيب على عدة أسئلة هامة .. مثل :
ماذا فعلت اليوم من
ايجابيات وسلبيات ؟ *
كم كنت منظماً اليوم ؟
*
هل أعطيت لكل من العمل والترفيه الوقت المخصص لكل منهما ؟ *
ما هي الأخطاء أو الحماقات التى بدرت منى اليوم ؟ *
ما هي المواقف التى انفعلت فيها واستسلمت للقلق والتوتر ؟ *
وما هي أسبابها الحقيقية التى اعتبر أنا مسئولا عنها ؟ *
وما هو أسلوب العلاج الذى سأتبعه لتغيير السلوكيات غير السوية
والتصرفات الحمقاء غير الملائمة ؟ *
ما هي ملاحظاتي على إتباع أسلوب – أو أكثر – من أساليب العلاج
النفسي الذاتي ؟ *
وما هي أوجه القصور أو الإخفاق أو الفشل فى الالتزام بخطوات هذا
الأسلوب ؟ وما هو التعديل اللازم لتجنب ذلك ؟
*
فحساب النفس – دون إسراف أو تأنيب للنفس – وكذلك فهم وملاحظة
الذات .. أمور بالغة الأهمية .
ولكن احذر الانشغال بملاحظة الذات أكثر مما ينبغي .. حتى لا
تتوتر وحتى لا تنشغل عن أن تعيش حياة تلقائية بسيطة .
وتعلم أن تقبل مشاعرك وانفعالاتك بلا أدنى خجل .. وان رغبتك فى
تغيير بعض سلوكياتك لا يجب أن تقترن بلوم النفس وتعذيب الذات .
فالأمر لا يتطلب أكثر من تعلم عادة جديدة .. هي تخصيص عدة دقائق
فى نهاية كل يوم لتدوين ملاحظاتك وإجاباتك على الأسئلة السابقة .. أو اى أسئلة
أخرى تجول بذهنك .. وذلك فى كراسة خاصة أو أجندة أو حتى شريط تسجيل.
كما يستحسن أن يكافئ
الفرد نفسه ، مكافأة ذاتية ، مادية أو معنوية ، لتبث الثقة فى نفسه ، وفى قدراته
،، وهذا ما نطلق عليه "أسلوب التدعيم الذاتي" ، على أن يكون هذا عقب
النجاح فى تحقيق برنامج أو تنفيذ أسلوب من أساليب تعديل السلوك .. وذلك مع مراعاة
أن تكون الخطط أو البرامج والأهداف التى يضعها الفرد نفسه .. متدرجة فى القوة أو
الشدة .. وان تكون متناسبة مع إمكانيات الفرد وقدراته الحقيقية وظروفه البيئية
والاجتماعية ..
فالطالب الذى لم يتعود
الانتظام فى إعادة الاستذكار اليومي المنظم لا يجب أن يضع نظاما قاسيا للاستذكار
والقراءة بل يجب أن يتبع برنامجاً هرمياً متدرجاً فى القوة .. وان لا ينتقل من
درجة إلى أخرى .. إلا بعد أن يكون قد استطاع الالتزام تماما بالبرنامج الأبسط .. وان يستخدم أسلوب
التدعيم ومكافأة الذات .. لأنه يعلم نفسه
عادة جديدة .. وفى الحقيقة لا عادة بدون تدعيم ..(اقرأ أسلوب التدعيم الذاتي ) .
كما يجب أن تعلم أن الخطط والبرامج القائمة على الحماس فقط والتي تسقط من اعتبارها
الإمكانيات الفعلية للفرد والبيئة .. والتي لا تعتمد فى تنفيذها على نظام ثابت
ملزم .. غالبا ما تفشل مسببة للفرد القلق النفسي الذى يزيد من ارتباكه ويقلل من
قدرته على التركيز والإنجاز .
وتعتبر الخطوات السابقة
فى فهم وملاحظة الذات خطوات هامة .. لأنها تمثل مرحلة جمع المعلومات .. ونحن نعلم
أن اى عمل علمي دقيق لابد وان يعتمد على معلومات صحيحة ودقيقة . والمعلومات التى
يستمدها الفرد عن نفسه .. لا تعتمد فقط على ملاحظاته عن ذاته .. وإنما تعتمد ايضا
على ردود الفعل التى يتلقاها من الآخرين ، وذلك من خلال التعامل اليومي معهم ..
والاحتكاك المستمر بهم .
والشخص الناضج هو الذى يستمع لجميع الآراء باهتمام .. وان يستمع
بهدوء وتعقل وبلا انفعال للآراء المضادة .. والانتقادات المعارضة .. وأن يأخذ
بالجوانب الايجابية فيها ويلقى بالمبالغات المغرضة غير الموضوعية . . وأن يعتبر أن
كل موقف صعب هو بمثابة اختبار وتدريب وفرصة عظيمة للتعود على الثبات ا لا نفعالى .
. كما أن استشارة الأقارب والأصدقاء المخلصين وسماع رأيهم .. فى جو من الود
والأمان يسمح لهم بالنقد البناء و البعد
عن المجاملة أمر هام .. بل وكسب لا يقدر بثمن ,لأنه يمد الفرد بما يسمى بالتغذية
الرجعية .. ويسلط الضوء على بعض الجوانب التى لا يراها .. أو التى يهرب من رؤيتها
!
وعلى أساس تلك التغذية الرجعية .. أو رد الفعل .. أو الرأي
الآخر .. يمكن للفرد أن يعدل من سلوكه ليصبح أكثر نضجاً وتوافقاً . وتؤدى عملية
الملاحظة والمتابعة ، فى حد ذاتها ، دوراً علاجياً .. فالذي يلاحظ ويدون عدد
المرات التى يكذب فيها .. أو عدد السجائر التى يدخنها .. أو عدد المرات التى ينفعل
فيها بلا داع .. سيلاحظ بعد فترة انخفاض عدد مرات تلك العادة السيئة انخفاضا
ملحوظا .
وذلك أن ملاحظة عادة أو سلوك ما ملاحظة علمية ..
يومية .. منظمة .. والتركيز عليها .. يؤدى إلى تغييرها نتيجة وضعها فى دائرة الوعي
بصورة مستمرة ومنظمة.
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: