(( كلما ضاقت صبرنا ولو وقفنا هلكنا ...)
هى كلمات ترددها عبارات ووجوه الناس فى الدنيا التى نعيش فيها ... كلمات لا تنطق ولا يسمعها غير صاحب شكواها ..
كلمات تكتبها دموع من ظنوا أنهم الوحيدين الذىن تعذبوا من قساوة أهلها وحرموا حلاوة ثمنها . ولم تنفعهم الدنيا الا بمرارة شوكها..
كلمات الذى سعى ومازال يتحرك نحو المجهول لا يدرى ماذا سيكسب غدا أو بأى أرض يموت .
كلمات من وقف بفكر ويزداد بالبفكر حتى ظن أنه من المغضوب عليهم .
كلمات إنسان مازال صامتا وهو يتعذب بداخله جراء ما لقاه من أهل الدنيا وقلة ضمائرهم وهوانهم على الناس..
كلمات من تحرك بقلبه لانه يحب الحق . وصمت بلسانه لانه يجد السعادة بالصمت .فصمته يعنى له الكثير . يعنى أنه اقوى ممن تكلموا فأفسدوا... وتضاحكوا فماتت قلوبهم ..
فلم يعرفوا اى الاعمال خير وأيها شر..
كلمات الذى مازال يراقب الله فى عمله ويحسن بأخلاقه لغيره .ويعف لسانه وجوارحه من المعاصى قدر المستطاع..
كلمات من ضاقت عليه الارض بما رحبت .. وتوقف عقله من التفكير لكثرة المواضيع بداخله ..
كلمات من وقف بعد التفكير والضيق والحزن والهم والصمت ...
كلمات خرجت بصراخ وبصوت يهز الجبال الرواسى وتنشق بها البحار العظام
كلمات كل أنسان وصل لنهاية فكره وبلغ منتهى قصده .. وأغلقت كل الابواب أمامه من وجه نظره ..
......................
لاتقف أيها الإنسان عند همك أو تفكر فى ضيق قلبك .. أو تصمت فى وقت لا ينفع فيه الصمت .. لا تقف وحيدا تسأل الناس أمثالك فى اى أمر يخصك فباب ربك لن يغلق ابدا. وهو يسمعك فى أى وقت.. ويحن عليك ويرحمك وقت ما تناديه..
........................
أنتفض وأصرخ بصوت النداء ..إلهي..
أنا الفقيرُ إليكَ في غِنايَ..
فكيف لا أكونُ فقيراً إليكَ في فقري؟
.........وأنا الجَهول إليكَ في عِلمي..
فكيف لا أكونُ جَهولاً إليكَ في جَهلي؟!!
إلهي..
ماذا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ؟.....وَماذا فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ؟؟
لقد خاب من رَضِيَ دُونَك بَدلاً....ولقد خَسِرَ من بَغىَ عَنكَ حِولاً..
إلهي..
سَمِعَ العابِدون بجزيلِ ثوابِكَ فَخَشَعُوا......وسَمِعَ الزَّاهِدونَ بِسعَةِ رَحمَتِك فَقَنَعُوا..
وسَمِعَ المُولُّونَ عن القَصدِ بجُودِكَ فَرجَعُوا. .وسَمِعَ المجرمُون بِسِعَةِ غُفرانِكَ فَطَمِعُوا..
وسَمِعَ المؤمنُونَ بِكَرَمِ عَفوِكَ فَرَغبُوا..
إلهي..
إنَّ مَن تَعرَّفَ بِكَ غَيرَ مخذُولٍ................ومَن أَقبَلتَ عَليهِ غَيرَ ممَلُولٍ..
وإنَّ مَن اعْتَصمَ بكَ لَمُستجير..
إلهي..
إِنَّكَ تَعلَمُ أَني على إِساءَتي. وَظُلمي وإِسرافي على نَفسِي..
لم أَجعَل لَكَ وَلَداً وَلا شَرِيكاً.. وَلا نِدًّا ولا كُفواً..
فإنْ تُعذِّب فَعدْل.. وإِنْ تَعفو فإنَّكَ أنتَ العَزيزُ الحَكيمُ..
إلهي..
أُحِبُّ طاعتَك وإِنْ قَصِرتُ عنها..
وَأكرَهُ مَعصِيَتَكَ وإِنْ أرَتكِبْتها..
فَتفَضَّل عَليَّ بالجنَّة وإنْ لم أَكُنْ أهلٌ لها..
وَخَلِّصني مِنَ النَّارِ وإنْ استَوْجَبْتها..
إلهي..
لَو وصَلَت ذُنوبي إلى السَّماءِ وخرقَتِ النُّجومَ..
أَو بَلَغَت أَسفَلَ الثَّرى..
ما رَدَّني اليَأسُ عَنْ تَوَقُّعِ غُفرانِكَ..
وَلا صَرَفَني القُنوطُ عَنْ ابْتِغاءِ رِضوانِكَ..
إلهي..
أَتُسَلِّطُ النَّارَ على وُجوهٍ خَرَّت لِعَظَمَتِكَ ساجدةً؟!!
وعلى أَلسُنٍ نَطَقَت بِتَوحيدِكَ صادِقةً؟!!
وَبُشكرِكَ مادِحةً؟!!
إلهي..
وعِزَّتِكَ.. لَئِن طَالَبتَني بجُرمِي.. لأُطالِبَنَّكَ بِعَفوِكَ..
وَلَئِن أَخَذْتَني بجَهلِي.. لأُطالِبَنَّكَ بحِلْمِكَ..
وَلَئِن أَدْخَلتَني النَّارَ.. لأُعَرِّفَنَّ أَهْلَها أَني كُنْتُ أُوَحِّدُكَ وَأُحِبُّكَ..
إلهي..
لا تَغْضَب عَليَّ.. فَلَسْتُ أَقوَى لِغَضَبِكَ..
ولا تَسْخَط عَليَّ.. فَلَسْتُ أَقوَى لِسَخَطِكَ..
فاجْعَلْني عَبْداً ..... إمَّا طَائِعاً فَأَكْرَمْتَهُ.......وَإِمَّا عَاصِياً فَرَحمِتَهُ.
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق: